يسوع الراعي الصالح لشعبه
صفحة 1 من اصل 1
يسوع الراعي الصالح لشعبه
عظة سيادة المطران بشارة الراعي – إنجيل متى 9/ 27-38
باسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين.
"وكان يسوع يجول في كلّ القرى والمدن يعلّم إنجيلَ الملكوت ويشفي كلّ مرضٍ ووجع"...
الربّ يسوع هوَ لنا الرجاء وأساس كل رجاء، بحضوره الدائم وتعليمه، وبالإنجيل الذي عليه تُبنى مدينة الأرض ملكوت الله، وبنعمة الشفاء من كلّ مرضٍ ووجع.
هكذا يعتلِنُ الربّ يسوع لنا بإنجيل اليوم، ونحن بأمسّ الحاجة لأن نسمع كلام يطمئن في هذه الظروف الدقيقة، نحن بأمس الحاجة إلى نور الرجاء، فيسوع يُعلن نفسُه، أنّه هوَ هوَ اليوم وأمس وإلى الأبد، يجول يعلّم يُعلن إنجيل الملكوت ويشفي كلّ مرضٍ ووجع.
يسعدنا أن نلتقي مثل كلّ ثاني جمعة من الشهر، حتّى نقدم الذبيحة الإلهيّة قرب ضريح مار شربل وبشفاعته وشفاعة مار مارون، على نيّة كنيسة لبنان، وهذا تقليد أخذناه منذ وقت زيارة قداسة البابا إلى لبنان، نصلّي من اجل الكنيسة ونذكر قداسة البابا، حتّى الربّ يحقق أمنياته وخاصة الأمنيات التي كانت في باله وما زالت من خلال دعوة الكنيسة لمجمع أساقفة من أجل لبنان، كلّ هذه النوايا ضمّنها في الإرشاد الرسولي، الكتاب الذي مدعو أن يكون رفيق كل واحدٍ منّا، هو معنا إلى جانب الإنجيل وسيلة فيها نعيش الشعار والموضوع الذي أخذه البابا للسينودوس "المسيح رجاؤنا، بروحهِ نتجدّد ومعاً للمحبّةِ نشهد".
وأنتم تعرفون أن الإرشاد كتاب كلّ مسيحي في لبنان، لأنّه يتضمّن مبادئ تنوّر عقلنا ومسيرتنا، واقتراحات عمليّة كيف نعيش هذه المفاهيم من الرجاء والإلتزام بشهادة المحبّة. نصلّي كي يكون الإرشاد فينا ومعنا رفيق الدرب ومن خلاله يبني وطننا. وهذا الإرشاد عنوانه، "رجاء جديد للبنان". وهذا الرجاء لكلّ واحدٍ منّا. إذا فعلاً كلّ واحدٍ منّا وضع ثقته بالربّ يسوع، إذا كلّ واحد منّا يجدَّد بالروح القدس، إذا كلّ واحد منّا شهِدَ لمحبّة الله، فسيعود يُبنى لبنان بالرغم من كل الصعاب والآفاق السوداء. وطبعاً لا نعود نتساءل ماذا نعمل لنطلع من هذه الأوضاع، فالجواب أن نعرف نعيش ما يقول لنا الروح القدس، في الإرشاد. كلّ واحدٍ منّا من موقعه يلتزم بعيش هذا الإرشاد.
موضوعنا اليوم مأخوذ منن الفقرات من 27 إلى 36، من الإرشاد الرسولي:
بضوء إنجيل اليوم يسوع يشفي الأعمييَن ويشفي الأخرس ويعلن عن نفسه أنّه مستمرّ مع البشريّة. في الإرشاد الرسولي، "المسيح رجاؤنا"، يشرح في الفقرة 27، أنّه الراعي الصالح لشعبه، وهذه معناها أننا لسنا متروكين، ولسنا خراف مبدّدة لا راعي لها، راعينا واحدٌ هوَ يسوع المسيح، فهوَ يعتني بكل واحدٍ منّا، ويفتّش عن كلّ واحدٍ منّا ويحبّ كلّ واحدٍ منّا. وهوَ يعلِن "أنا اتيتُ لا لأُخدَم بل لأَخدُم، وأبذُلُ نفسي فداءً عن الجميع، أحببتهم حتى النهاية..."، هذه الكلمات اكّدت أنّ الربّ معنا، باستمرار، هو رجاؤنا لأنّه حيٌّ وقام من الموت. واصبحَ رفيق درب كلّ إنسان، لهذا هوَ رجاؤنا، وطبيعته كراعي صالح عبّرَ عنهُ أنه يعرف خرافه واحداً فواحداً، يقودُها إلى المراعي النضرة، ويدافع عنها بوجه الذئاب، وهذا الكلام ليس من الماضي إنّما حقيقة ثابته دائمة يعيشها الربّ يسوع، ولكنّه يسألنا السؤال الذي سأله للأعميين: "أنتم مؤمنون أنّي قادرٌ أن أعطيَكم البصر؟"، قالوا: "نعم". أجابَ: "فليكُن لكما حسَبَ إيمانكما" وانفتحت عيونهما. هذا الكلام لكلّ واحدٍ منّا، وأنا اسأل نفسي بقلب العمى عمى خطيئتي وضعفي وعمى صعوبة المعيشة والمشاكل الإقتصاديّة الكبيرة التي نسمّيها الأفق المسدودة، وامام كل هذا العمى، يسوع يسأل كلّ واحدٍ منّا "هل أنتَ مؤمنٌ أنّي قادرٌ على أن أزيلَ العمى". أسأل كم أنّ أنا شخصيّاً اصدّق أنّي أؤمن بيسوع المسيح. وعندها كلّ قوتّنا هي إيماننا. هذا ما يقوله لنا الربّ اليوم هذا هو رجاؤنا، يسوع المسيح.
نعود إلى الأخرس الذي التقى فيه، ويسوع أعطاه الكلام، معناها انّ الذي يعطي النطقَ للِّسان المعقود هو ذاتُهُ الكلمة، نعم يسوع رجاؤنا هو نورنا وكلمتنا، في زمن الصوم، وبلقائنا الليلة أننا جئنا نبحث عن هذا، يسوع النور يسوع الكلمة لنهتدي ولنتشجّع وتكون عندنا المناعة لأنّ كلامه هوَ الخبز الذي يسند كلّ جوعٍ. إنّ القدّيس أوغسطينوس عبّر عن هذه الحقيقة وقال أن يسوع قريب علينا ومعنا وهوَ طريقُ دربنا. يقول بكتابه اعترافات: " يا ربّ أنتَ في داخلي وأنا خارجٌ عن نفسي، أنتَ معي وأنا لستُ مع ذاتي أنتَ رجائي، أنتَ كلُّ رحمتُكَ الواسعة هي رجائي أيها الحب الذي يشتعل دوماً ولا ينطفئ أبداً."
نعم هوَ فينا أكثر مما نحن في نفوسنا، هوَ معي أكثر مما أنا معَ ذاتي، فإذا كان هوَ على طريقي فعليّ أن اعرف اراه مثل الأعمى والتقيه مثلما التقاه الأخرس، يسوعُ حيّ اينما كان ولكن عليّ أنا أن اعرف ان التقي به، ولما التقيه يكون هو يسبقني ليلتقيني. والقديس أوغسطيونوس أيضاً يقول: "لو لا كنتَ انتَ لاقيتني لما وجدْتُكَ"...
هذا الإيمان الذي يتّضح لنا الليلة لنعرف نرى يسوع المسيح الحاضر معنا في سرّ الأفخارستيا، بالجماعة المصلّية، بالإنسان، وخاصّةً بالضعيف، وبشخص الكاهن الذي أعطاهُ سلطان ليرفع يمينه، ويغفر الخطايا، ويوزع جسد المسيح ويعطي الحياة. حاضر معنا بالخلق الجميل، بأحداث حياتنا اليوميّة الحلوة والمرّة. نحن بحاجة لهذا الإيمان الذي يجعلنا نلتقي هذا الراعي الصالح الذي يشفينا. يسوع الرجاء، يعطيني نور، يسوع لم يشفي كلّّ العميان، لكنّه شفى هؤلاء، علامة للعقول المطفيّة لأنّه وحده يعطيها النور، هوَ رجاؤنا لأنّه نورَنا.
المسيح يفتح عيوننا لنميّز حضوره، لنمشي ونهتدي لنور شخصه وأعماله وتعليمه، هوَ نورٌ لأنّه كشف لإنسانيتنا التي اخذها كيف نكون بشر، كشف معنى وجودنا ورسالتنا ومعنى حضورنا بهذه البيئة من العالم ويخرجنا من الذهنية السائدة بأنه ليس لنا مستقبل هنا فلنهاجر. هذا كلام العميان. يسوع يفهمنا أنّه هنا عندما رسالة، عندنا حضور كيان ووجود.
اثني عشرَ رسولاً قلبوا وجه الكون بالدولة الرومانية الوثنيّة، نعم فقط بشخصه نعرف مَن نحنُ نعرف معنى وجودنا ونعرف أنّه وحدَهُ هوَ يبدّد كلَّ الظلمات. نعم نأتي الليلة لنلتمس هذا الإيمان من قربَ رجل الإيمان مار مارون، ورجل الإيمان مار شربل الذين عرفا أن يعيشا إيمانهما ببطولة، بطولة النَعَم للربّ، والربّ يسوع يريدنا أيضاً أبطال.
يسوع المسيح نورنا، لأنّه يعمل فينا في قلوبنا بقوّة الروح القدس الذي ينعشنا، يقيمنا من الموت والضعف.
هو النور الذي ينيرنا ويهدينا بمسؤوليتنا اليوميّة، لنحقق مقاصد الله في التاريخ وفي هذه البيئة من العالم التي زرعنا فيها. وَيُنهي الإرشاد، أن يسوع هو قدرتنا، هو قوتنا، لقد غلبَ الخطيئة والموت وأدخلنا في شركة مع الله وشركة مع بعضنا البعض. ولأنّه قدرتنا طلعنا من الخوف، وامتلأنا ثقة فيه، هو الذي قال "بدوني لا تستطيعون أن تفعلوا شيئاً". إيماننا ثقة بيسوع المسيح، هو الفاعل بواسطتنا ونحن بدونه صفر. وتقول القديسة تريزا الطفل يسوع "بدون يسوع أنا صفر ومعه وأنا كل شيء".
بنهاية إنجيل اليوم، سمّانا الفعلة بحصاد العالم، "ونظر يسوع" ختم الإنجيل "الى الشعب"، وكأنّه بيننا اليوم، "فرأهم مضنوكين تعبين مبدّدين كخراف لا راعي لها، وقال الحصاد كثير والفعلة قليلون فأطلبوا من ربّ الحصاد أن يُرسل فعلة لحصاده".
هذه الفعلة كلّ واحد منّا، فعلة الشعب المضنوك، المبدّد، نحن نكون فعلاً فعلة، كل واحدٍ من موقعه، راعي صالح، نور وقوّة إنّما بقوّة الراعي الوحيد يسوع والنور الوحيد يسوع والقدرة الوحيدة يسوع المسيح.
هذا رجاؤنا اليوم، هذه صلاتنا، من أجل كل واحد منّا من أجل كنيسة لبنان من أجل رعايانا.
آمين
باسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين.
"وكان يسوع يجول في كلّ القرى والمدن يعلّم إنجيلَ الملكوت ويشفي كلّ مرضٍ ووجع"...
الربّ يسوع هوَ لنا الرجاء وأساس كل رجاء، بحضوره الدائم وتعليمه، وبالإنجيل الذي عليه تُبنى مدينة الأرض ملكوت الله، وبنعمة الشفاء من كلّ مرضٍ ووجع.
هكذا يعتلِنُ الربّ يسوع لنا بإنجيل اليوم، ونحن بأمسّ الحاجة لأن نسمع كلام يطمئن في هذه الظروف الدقيقة، نحن بأمس الحاجة إلى نور الرجاء، فيسوع يُعلن نفسُه، أنّه هوَ هوَ اليوم وأمس وإلى الأبد، يجول يعلّم يُعلن إنجيل الملكوت ويشفي كلّ مرضٍ ووجع.
يسعدنا أن نلتقي مثل كلّ ثاني جمعة من الشهر، حتّى نقدم الذبيحة الإلهيّة قرب ضريح مار شربل وبشفاعته وشفاعة مار مارون، على نيّة كنيسة لبنان، وهذا تقليد أخذناه منذ وقت زيارة قداسة البابا إلى لبنان، نصلّي من اجل الكنيسة ونذكر قداسة البابا، حتّى الربّ يحقق أمنياته وخاصة الأمنيات التي كانت في باله وما زالت من خلال دعوة الكنيسة لمجمع أساقفة من أجل لبنان، كلّ هذه النوايا ضمّنها في الإرشاد الرسولي، الكتاب الذي مدعو أن يكون رفيق كل واحدٍ منّا، هو معنا إلى جانب الإنجيل وسيلة فيها نعيش الشعار والموضوع الذي أخذه البابا للسينودوس "المسيح رجاؤنا، بروحهِ نتجدّد ومعاً للمحبّةِ نشهد".
وأنتم تعرفون أن الإرشاد كتاب كلّ مسيحي في لبنان، لأنّه يتضمّن مبادئ تنوّر عقلنا ومسيرتنا، واقتراحات عمليّة كيف نعيش هذه المفاهيم من الرجاء والإلتزام بشهادة المحبّة. نصلّي كي يكون الإرشاد فينا ومعنا رفيق الدرب ومن خلاله يبني وطننا. وهذا الإرشاد عنوانه، "رجاء جديد للبنان". وهذا الرجاء لكلّ واحدٍ منّا. إذا فعلاً كلّ واحدٍ منّا وضع ثقته بالربّ يسوع، إذا كلّ واحد منّا يجدَّد بالروح القدس، إذا كلّ واحد منّا شهِدَ لمحبّة الله، فسيعود يُبنى لبنان بالرغم من كل الصعاب والآفاق السوداء. وطبعاً لا نعود نتساءل ماذا نعمل لنطلع من هذه الأوضاع، فالجواب أن نعرف نعيش ما يقول لنا الروح القدس، في الإرشاد. كلّ واحدٍ منّا من موقعه يلتزم بعيش هذا الإرشاد.
موضوعنا اليوم مأخوذ منن الفقرات من 27 إلى 36، من الإرشاد الرسولي:
بضوء إنجيل اليوم يسوع يشفي الأعمييَن ويشفي الأخرس ويعلن عن نفسه أنّه مستمرّ مع البشريّة. في الإرشاد الرسولي، "المسيح رجاؤنا"، يشرح في الفقرة 27، أنّه الراعي الصالح لشعبه، وهذه معناها أننا لسنا متروكين، ولسنا خراف مبدّدة لا راعي لها، راعينا واحدٌ هوَ يسوع المسيح، فهوَ يعتني بكل واحدٍ منّا، ويفتّش عن كلّ واحدٍ منّا ويحبّ كلّ واحدٍ منّا. وهوَ يعلِن "أنا اتيتُ لا لأُخدَم بل لأَخدُم، وأبذُلُ نفسي فداءً عن الجميع، أحببتهم حتى النهاية..."، هذه الكلمات اكّدت أنّ الربّ معنا، باستمرار، هو رجاؤنا لأنّه حيٌّ وقام من الموت. واصبحَ رفيق درب كلّ إنسان، لهذا هوَ رجاؤنا، وطبيعته كراعي صالح عبّرَ عنهُ أنه يعرف خرافه واحداً فواحداً، يقودُها إلى المراعي النضرة، ويدافع عنها بوجه الذئاب، وهذا الكلام ليس من الماضي إنّما حقيقة ثابته دائمة يعيشها الربّ يسوع، ولكنّه يسألنا السؤال الذي سأله للأعميين: "أنتم مؤمنون أنّي قادرٌ أن أعطيَكم البصر؟"، قالوا: "نعم". أجابَ: "فليكُن لكما حسَبَ إيمانكما" وانفتحت عيونهما. هذا الكلام لكلّ واحدٍ منّا، وأنا اسأل نفسي بقلب العمى عمى خطيئتي وضعفي وعمى صعوبة المعيشة والمشاكل الإقتصاديّة الكبيرة التي نسمّيها الأفق المسدودة، وامام كل هذا العمى، يسوع يسأل كلّ واحدٍ منّا "هل أنتَ مؤمنٌ أنّي قادرٌ على أن أزيلَ العمى". أسأل كم أنّ أنا شخصيّاً اصدّق أنّي أؤمن بيسوع المسيح. وعندها كلّ قوتّنا هي إيماننا. هذا ما يقوله لنا الربّ اليوم هذا هو رجاؤنا، يسوع المسيح.
نعود إلى الأخرس الذي التقى فيه، ويسوع أعطاه الكلام، معناها انّ الذي يعطي النطقَ للِّسان المعقود هو ذاتُهُ الكلمة، نعم يسوع رجاؤنا هو نورنا وكلمتنا، في زمن الصوم، وبلقائنا الليلة أننا جئنا نبحث عن هذا، يسوع النور يسوع الكلمة لنهتدي ولنتشجّع وتكون عندنا المناعة لأنّ كلامه هوَ الخبز الذي يسند كلّ جوعٍ. إنّ القدّيس أوغسطينوس عبّر عن هذه الحقيقة وقال أن يسوع قريب علينا ومعنا وهوَ طريقُ دربنا. يقول بكتابه اعترافات: " يا ربّ أنتَ في داخلي وأنا خارجٌ عن نفسي، أنتَ معي وأنا لستُ مع ذاتي أنتَ رجائي، أنتَ كلُّ رحمتُكَ الواسعة هي رجائي أيها الحب الذي يشتعل دوماً ولا ينطفئ أبداً."
نعم هوَ فينا أكثر مما نحن في نفوسنا، هوَ معي أكثر مما أنا معَ ذاتي، فإذا كان هوَ على طريقي فعليّ أن اعرف اراه مثل الأعمى والتقيه مثلما التقاه الأخرس، يسوعُ حيّ اينما كان ولكن عليّ أنا أن اعرف ان التقي به، ولما التقيه يكون هو يسبقني ليلتقيني. والقديس أوغسطيونوس أيضاً يقول: "لو لا كنتَ انتَ لاقيتني لما وجدْتُكَ"...
هذا الإيمان الذي يتّضح لنا الليلة لنعرف نرى يسوع المسيح الحاضر معنا في سرّ الأفخارستيا، بالجماعة المصلّية، بالإنسان، وخاصّةً بالضعيف، وبشخص الكاهن الذي أعطاهُ سلطان ليرفع يمينه، ويغفر الخطايا، ويوزع جسد المسيح ويعطي الحياة. حاضر معنا بالخلق الجميل، بأحداث حياتنا اليوميّة الحلوة والمرّة. نحن بحاجة لهذا الإيمان الذي يجعلنا نلتقي هذا الراعي الصالح الذي يشفينا. يسوع الرجاء، يعطيني نور، يسوع لم يشفي كلّّ العميان، لكنّه شفى هؤلاء، علامة للعقول المطفيّة لأنّه وحده يعطيها النور، هوَ رجاؤنا لأنّه نورَنا.
المسيح يفتح عيوننا لنميّز حضوره، لنمشي ونهتدي لنور شخصه وأعماله وتعليمه، هوَ نورٌ لأنّه كشف لإنسانيتنا التي اخذها كيف نكون بشر، كشف معنى وجودنا ورسالتنا ومعنى حضورنا بهذه البيئة من العالم ويخرجنا من الذهنية السائدة بأنه ليس لنا مستقبل هنا فلنهاجر. هذا كلام العميان. يسوع يفهمنا أنّه هنا عندما رسالة، عندنا حضور كيان ووجود.
اثني عشرَ رسولاً قلبوا وجه الكون بالدولة الرومانية الوثنيّة، نعم فقط بشخصه نعرف مَن نحنُ نعرف معنى وجودنا ونعرف أنّه وحدَهُ هوَ يبدّد كلَّ الظلمات. نعم نأتي الليلة لنلتمس هذا الإيمان من قربَ رجل الإيمان مار مارون، ورجل الإيمان مار شربل الذين عرفا أن يعيشا إيمانهما ببطولة، بطولة النَعَم للربّ، والربّ يسوع يريدنا أيضاً أبطال.
يسوع المسيح نورنا، لأنّه يعمل فينا في قلوبنا بقوّة الروح القدس الذي ينعشنا، يقيمنا من الموت والضعف.
هو النور الذي ينيرنا ويهدينا بمسؤوليتنا اليوميّة، لنحقق مقاصد الله في التاريخ وفي هذه البيئة من العالم التي زرعنا فيها. وَيُنهي الإرشاد، أن يسوع هو قدرتنا، هو قوتنا، لقد غلبَ الخطيئة والموت وأدخلنا في شركة مع الله وشركة مع بعضنا البعض. ولأنّه قدرتنا طلعنا من الخوف، وامتلأنا ثقة فيه، هو الذي قال "بدوني لا تستطيعون أن تفعلوا شيئاً". إيماننا ثقة بيسوع المسيح، هو الفاعل بواسطتنا ونحن بدونه صفر. وتقول القديسة تريزا الطفل يسوع "بدون يسوع أنا صفر ومعه وأنا كل شيء".
بنهاية إنجيل اليوم، سمّانا الفعلة بحصاد العالم، "ونظر يسوع" ختم الإنجيل "الى الشعب"، وكأنّه بيننا اليوم، "فرأهم مضنوكين تعبين مبدّدين كخراف لا راعي لها، وقال الحصاد كثير والفعلة قليلون فأطلبوا من ربّ الحصاد أن يُرسل فعلة لحصاده".
هذه الفعلة كلّ واحد منّا، فعلة الشعب المضنوك، المبدّد، نحن نكون فعلاً فعلة، كل واحدٍ من موقعه، راعي صالح، نور وقوّة إنّما بقوّة الراعي الوحيد يسوع والنور الوحيد يسوع والقدرة الوحيدة يسوع المسيح.
هذا رجاؤنا اليوم، هذه صلاتنا، من أجل كل واحد منّا من أجل كنيسة لبنان من أجل رعايانا.
آمين
مواضيع مماثلة
» هل يسوع هو حقا ربك؟الجزء الثالث
» يسوع راعى الخراف
» النظر الى يسوع وحده
» هل يسوع هو حقا ربك؟الجزء الثانى
» هل يسوع هو حقا ربك؟الجزء الاول
» يسوع راعى الخراف
» النظر الى يسوع وحده
» هل يسوع هو حقا ربك؟الجزء الثانى
» هل يسوع هو حقا ربك؟الجزء الاول
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى